المقومات الشخصية
على سبيل التقديم
المحاماة مهنة.. أم رسالة؟! صناعة أم فن؟! أمانة أم تجارة؟!
والمحامى هل يختلف عن غيره أو يجب عليه أن يختلف؟
ما هى مقومات النجاح الشخصية للمحامى؟
هل يمكن الفصل بين التكوين الشخصى للمحامى وبين ممارسته لعمله فى المحاماة؟
هذه الأسئلة وغيرها هى التى نبحث لها معاً عن إجابة...
أيها الزملاء.. نحن محامون مثلكم.. مجرد زملاء لكم.. نحبكم كثيراً.. ونحب المحاماة مثلكم.. ونرجو الخير لكم ولها ولهذا فإن ما قد نراه خيراً لكم ولنا نسارع فندعوكم إليه ونبادر فنحضكم عليه حتى وإن عجزنا نحن عن إدراك ذلك الخير يكفينا أن ندلكم عليه ونناديكم إليه وننتظر منكم أيضاً ذلك فواجبنا ألا يرى أحد منا نفسه وحدها وألا يفكر لنفسه وحدها.. وإنما يجب أن نفكر معاً ونهدى ونهتدى للخير معاً...
ولتكن كلماتنا هذه إليكم تذكيراً لا تبصيراً وحافزاً لا شرحاً ولا تفسيراً.
إلى شباب المحامين أولاً.. وإلينا جميعاً.
ولنبدأ من هنا
ونعود معاً إلى حيث بدأنا لنطرح الأسئلة ونفكر معاً فى الإجابة : المحاماة.. مهنة أم رسالة..؟؟
يقول الأستاذ/ رجائى عطيه فى كتابه القيم رسالة المحاماة
"سيبقى رائعاً وعظيماً ومنشوداً، أن يكون العدل مهجة وضمير وغاية ولسان وقلم القاضى فيما به يحكم، بيد أنه ليس يكفى للمحامى أن يكون العدل مهجته وضميره وغايته، وإنما عليه أن يكون مفطوراً على النضال من أجله، وأن يسترخص كل عناء ومجاهدة وخطر فى سبيل الوصول إليه، القاضى حسبه أن يقتنع بالعدل فيحكم به، فالكلمة به صادرة من لسانه وقلبه، ثم هو محصن بالاستقلال وبالحصانة القضائية وبالمنصة العالية التى إليها يجلس، أما المحامى فيخوض غماراً عليه أن يقف فيه شامخاً منتصباً رغم أنه بلا حماية ولا حصانة، يكافح من أجل الحق الذى ينشده ويستصغر فى سبيله مصالحه ويستهين بما قد يصيبه فى شخصه وحريته، وربما فى حياته نفسها، وتاريخ المحاماة شاهد على ذلك فى كل العصور!
المحاماة رسالة، تستمد هذا المعنى الجليل من غايتها ونهجها.. فالمحامى يكرس موهبته وعلمه ومعارفه وقدراته لحماية "الغير" والدفاع عنه.."
ويقول الأستاذ/ محمد شوكت التونى فى مؤلفه البديع المحاماة فن رفيع
"إن المحاماة فن رفيع.. من أدركها فقد ظفر ومن اتخذها صناعة فشل ولو أصاب فيها مجداً ومالاً وصيتاً ذائعاً وهى إن كانت صناعة- أو مهنة كما يسميها العوام من أهلها- والجاهلون من جمهور الناس المتأثرون بأخلاق وسلوك بعض المحامين، فهى لاتستحق أن يمارسها ذو كرامة أو ذو علم أو ذو خلق أو ذو دين وخلق أما إن كانت فناً.. وفناً رفيعاً فإنها وسيلة لإسعاد الخلق وإلى رفع مستوى المجتمع وتدعيم بناءه وتمكين قوائمه بل إنها طريق من طرق نشر السلام فى هذا الكون والمحاماة تعبر عن الحق والعدل وليس أجمل من الحق ولا أبهى من العدل ...... إن المحامين إما فنانون أو صناع والصنايعى قد يكون ماهراً أو صانعاً بدائياً والمحامى الحق هو الفنان أما الصنايعى فهو محام فاشل"
إذاً فالمحاماة هى الرسالة والمحامى هو الرسول
فإذا سعيت لتكون محامياً ناجحاً.. فعليك أولاً أن تعلم أنك رسول ولن تكتمل لك مقومات شخصية المحامى إلا ما اكتملت لك مقومات شخصية الرسول
تأمل بعناية هذه المقومات لشخصية الرسول وأسأل نفسك ما إذا مكان المحامى يحتاج إلى بعضها أم يحتاج إليها جميعاً فإن لم تكن به سعى إليها وإن حاز بعضها تطلع إلى كلها....
الإيمان....
الحب..
العلم..
الشجاعة..
الضمير..
الفضيلة..
حسن المظهر..
سمها سبع خصائص أو سبع مقومات أو سبع صفات
سمها ما شئت فهى فى حقيقة الأمر سبع سنابل وفى كل سنبلة منها مئات الحبات.. تعالوا نتأملها معاً.. فنرى كيف نحتاج إليها
الأولى: الإيمــان
فلتؤمن بالحق الذى تدافع عنه
ولتؤمن قبله بالله
فإنه نعم النصير
حتى تدعو الناس إلى الإيمان بقضيتك .. ألا يتعين أولاً أن تؤمن أنت بها.. ألا يجب عليك أن تقتنع.. هل شاهدت نفسك مرة تدافع عن الحق وهل ضبطت نفسك مرة متلبساً تدافع عن الباطل.. هل كنت فى الحالين نفس الشخص.. هل لاحظت اختلافاً بين الحالين.. بكل تأكيد نعم هناك اختلاف فقديماً قالوا إن لصاحب الحق مقالة.
والرسول لا يمكنه تحمل تبعات الرسالة بغير أن يكون هو ذاته مؤمناً بالرسالة التى يحملها إلى الناس
وإيمان المحامى يقوم على الإيمان العام بمفهومه الواسع أولاً والإيمان الضيق بمفهومه الخاص ثانياً...
والإيمان بمفهومه الواسع يجعلك تتذكر دائماً أنك تؤمن بالله وأن الله هو الحق وهو العدل ولأنك تدافع عن الحق ولأنك تسعى إلى العدل فتأكد أنه معك ينصرك ويثبت خطاك وإن أردت نصرته فلا تخالفه ولا تحنث أبداً بيمينك التى أقسمت باسمه فيها..
هل تتذكر هذا القسم الذى رددته حين ارتديت رداء المحاماة لأول مرة فى حياتك:
"أقسم بالله العظيم أن أمارس أعمال المحاماة بالشرف والأمانة والأستقلال وأن أحافظ على سر مهنة المحاماة وتقاليدها وأن احترم الدستور والقانون"
هل فكرت كم مرة فى حياتك خالفت هذا القسم وخرجت عليه هل تذكرت هذا القسم منذ تردد بين شفتيك فى أى وقت أو تأملت ما أقسمت عليه...
وإن لم تكن رددته يوماُ لهوان القائمين عليه واستهانتهم به هل ترى نفسك فى حاجة لتقسم أم أنك ملزم بهذه الفضائل بغير قسم .
إن إيمانك بالله ورغبتك الأكيدة فى عونه ونصره توجب عليك أن تتوجه إليه بغير قسم وتضع يدك فى يده وتستحى من الله ولن يكون ذلك لك إلا إن كنت مؤمناً بقضيتك وبالحق الذى تدافع عنه.. فعليك أيضاً أن تؤمن بالحق الذى تدافع عنه تذكر دائماً أنك القاضى الأول الذى يفصل فى الخصومة فإذا أتاك من يدعى حقاً فعليك أن تستوثق إن كان الحق له أو عليه وعليك أن تعلم أن الحق رهين بدليله فلا قيمة للحق إن لم يقم الدليل عليه فإن آمنت بالحق فابحث مع صاحب الحق على الدليل فإن استقام لك الإيمان بالحق والدليل عليه وقبلهما الأيمان بالله والأستعانة به فأنت مؤهل الآن أن تحمل قضيتك.
الثانية : العلم
حصن إيمانك بالعلم
فإنه لا ينفعك أبداً
إيمان بغير علم
ذات يوماً كنت أخطو خطواتى الأولى فى عالم المحاماة ، حين قال لى أحدهم :
إذا أردت أن تكون محامياً ناجحاً
فلتنس كل ما تعلمته فى كلية الحقوق
فالحياة العملية تختلف تماماً عن الحياة النظرية
واكتشفت مع مضى الوقت أن من قال لى ذلك ليس محامياً ناجحاً .. ولا يستطيع أن يكون.
هل تعرف لماذا.. لأنه طبق النصيحة التى أسداها لى بحذافيرها لقد نسى كل ما تعلمه فى الكلية وتصور أن الخبرة والتجربة وحدها كفيلة بأن تصنع منه محامياً ناجحاً فلم يجن إلا الفشل.
وأنا الآن أقول لك بكل ثقة.. يجب عليك ألا تنسى حرفاً واحداً مما تعلمت وإن كنت يوماً نسيت أو أهملت، فاليوم عليك أن تتذكر أن تجتهد لتتعلم فى كل يوم وفى كل ساعة
إجعل همك الأول أن تتعلم فى كل يوم جديد إن العلم لا يغنى عن الخبرة والخبرة لا تغنى عن العلم بل أن الخبرة ما هى إلا العلم مصقولاً بنار التجربة وإذا أردت أن تكون محامياً حقاً ففلا تتخلى أبداً عن سلاح العلم حرر عقلك ولا تولع بالسير ولا النماذج والصيغ والقوالب انتفع بالتجارب ثم ضع علمك فى تجربتك أنت، ومهما تعلمت لا تقف حيث انتهى بك العلم
لن تستطيع أن تكون محامياً نامياً متطوراً ناجحاً حتى تتعلم جيداً والمحامى لا تكفيه علوم القانون إنما ثروته الحقيقية تكمن فى أن ينهل من كل المعارف، فالعلم هو السلم الذى ترتقى به إلى التفوق والمحامى الذى لا ينمى معرفته القانونية والعامة يستحق الرثاء فإن كنت من الذين يتعلمون كل يوم جديد فهئ نفسك واسأل لها المزيد وإن لم تكن فأدرك مكانك قبل أن يفوتك القطار.. قطار العلم وقطار العمر
ألم أقل لك أنك رسول.
لو كان قدر لك أن تتخيل ما هى أول كلمة يوحى بها إلى الرسول.. ألم تكن تتخيلها آمِن.. أو صلَ.. أو اعبد ولكنها لم تكن كذلك لقد كانت الكلمة الأولى من الوحى للرسول إقرأ...
وكذلك هى الكلمة الأولى للمحاماة إقرأ.. ثم إقرأ.. ثم إقرأ فالقراءة وسيلة العلم الأولى ونقطة البدء على طريق المعرفة
ماذا لو تضع لنفسك كل يوم عادة لا تغيرها...
أن تقرأ نصف ساعة لا أكثر فى القانون
ليس مهماً ماذا تقرأ نصاً تشريعياً أو كتاباً فقهياً أو حكماً رفيعاً لمحكمة عليا.. المهم أن تعود نفسك على قراءة القانون.. لا تدع يوماً واحداً يفوتك بغير جديد تتعلمه وتضيفه إلى رصيد علمك الذى إذا أضفته إلى رصيد إيمانك بالله وبالحق الذى تدافع عنه عندئذ فقط قل كلمتك ودافع عن قضيتك فإن الدنيا تنتظر أن تسمعك
الثالثة : الشجاعة
أحمل مسئوليتك فى شجاعة
ومارس الشجاعة فى حكمة
المحاماة.. رسالة لا تعرف الخوف
إذا آمنت بالقضية التى تدافع عنها وتسلحت بالعلم الذى يزيد الحق بياناً فلا تخش شئياً.. تحمل مسئولياتك وواجبك فى شجاعة
لا أنسى ما حييت وصية شيخ من شيوخ القضاة وكنت يومها أخطو خطواتى الأولى فى عالم المحاماة
"كن قوياً.. فالقاضى لا يحترم المحامى الضعيف الذى يتردد أو يتلعثم.. القاضى لا يحترم ولا يسمع إلا المحامى القوى"
لا تخش أحداً إياك أن تبدو خائفاً أو متردداً..
لا تتخلى أبداً عن مسئوليتك إذا اقتضى واجبك دافع عن قضيتك فى شجاعة.. لا يرهبك من يمنعك من أداء رسالتك كائناً مكان لا تتنازل عن حقك فى الدفاع إذا رأيت القاضى يتململ أو يضيق صدره بك
لا تتصور أنك إن نزلت على رأيه فلم تثبت دفعاً أو تبد دفاعاً فابتسرت ما أعددت من دفاع أنه سوف يقضى لصالحك أنت رسول فلا تبرح مكانك حتى تبلغ رسالتك..
ليس فى الحياة أمتع ولا أبهج من كلماتك التى تدفع الباطل وتنصر الحق
تذكر دائماً إنك لست الأضعف وقاضيك هو الأقوى وأنك لست الأدنى وقاضيك هو الأعلى إن شجاعتك وقوتك هى التى تؤكد أنك صاحب الحق ولكن لا تنسى أبداً
إذا كنت شجاعاً فليكن فى غير تهور
وإن بلغت رسالة فليكن فى غير تزيد
وإن خيطاً رفيعاً يفصل بين هذا وذاك
وإن دعتك الظروف أن تخوض المعركة دفاعاً عن الحق أو حقك فى الدفاع عما تراه الحق فتعلم أن تجرح ولا تسيل دماً.
إن الشجاعة تحمى نفسها إذا صاحبتها الحكمة.
ولا تنسى ما يربط بين الشجاعة والإيمان والعلم.
فالعلم يمنحك الثقة والايمان يمنحك الطمأنينة والشجاعة الحكيمة ما هى إلا ثقة وطمأنينة فى النفس.
الرابعة :الحب
المحاماة
إن لم تحبها فاعلم
أنك لست لها
يقول الكاتب خالد محمد خالد:
"الحياة الإنسانية حين نبلو أمرها نجد أن جوهر ازدهارها هو الحب..
تامل تلك الظواهر العابرة فى حياتك وفى حياة الناس تجد الحب جوهر كل ازدهار..
إذا ذهبت للقاء عروس ترجوها.. ارتديت أبهى ثيابك
إذا زارك صديق تحبه؛ تحول بيتك إلى عرس ومهرجان
إذا أحببت عملك ، تفانيت فى إدائه وإتقانه
إذا أحببت زوجتك، تمنيت أن تنجب منها بنين وحفدة
إذا أحببت قانوناً، احترمته
إذا أحببت أستاذاً ، أحببت المادة التى يدرسها
إذا أحببت وطنك.. لم تفكر فى خيانته
إذا أحببت الحياة، لم تفكر فى الإنسحاب"
وهكذا المحاماة لن تنجح فيها أبداً ما لم تحبها، مهما بدت قاسية عليك ، الحب هو جوهر النجاح ولن تحب المحاماة ما لم تنزلها قدرها ولن تنزلها قدرها ما لم تعرف قيمتها وتاريخها...
المحاماة هى التى أنزلت جميع المتجبرين والمتسلطين
وهى التى قادت الثورات ، وهى التى زلزلت العروش ،تذكر دائماً هذه الاسماء
مصطفى كامل ، محمد فريد ، سعد زغلول ، عبدالعزيز فهمى ، عبدالخالق ثروت ، مصطفى النحاس ، محمد محمود ، على ماهر ، أحمد نجيب الهلالى ، بطرس غالى عمر لطفى ، مصطفى مرعى ،قاسم أمين ، وغيرهم أسماء محفورة فى الذاكرة وغيرهم كثيرون محامون .
تذكر أن 76 % من الرؤؤساء والوزراء فى دول العالم المتحضر هم من المحامين .
هل تعلم ان الولايات المتحدة الامريكية حكمها حتى الان 48 شخص منهم 28 محام
تذكر أنك حين تقف لتترافع فى قضيتك فقد وقف قبلك فى هذا المكان أسلاف عظام اهتزت لهم جدران وأروقة المحاكم.
لا تنسى أن المحاماة هى الوحيدة التى لا تستمد احترام المجتمع لها من قوانين أو حصانات أو صلاحيات أو سلطات وإنما تستمد قوتها من أن من يعملون بها يحترمهم الناس لما تمنحه لهم المحاماة مكانها وقدرها فلن تملك إلا أن تحبها وإذا أحببتتها أخلصت لها وإن أخلصت لها تفانيت فى إداء رسالتك فى الدفاع عن حقوق الناس وأنت المحامى المؤمن العالم الشجاع المحب...
ولم يبق لك بعد ذلك إن أنت أردت سعياً إلى الكمال غير أن تتسلح بالضمير.. والفضيلة
الضمير و الفضيلة
ماذا تكون المحاماة
بلا فضيلة
وماذا يكون المحامي
بلا ضمير
هل فكرت يوما ما هي أقرب صفات الشخصية العربية الأصيلة التي يمكن أن تشبه المحاماة .. إنها المروءة ، وهي نجدة من يستجد بك ، وغوث من استغاث اليك ، وحماية من لاذ بحماك ،وعون من يطلب منك المساعدة .
وهذه هي المحاماة وأكثر ... مروءة قبل أن تكون مصدرا للكسب ..أمانة على ما استؤمنت من أسرار .. وفاءا بالعهود والعقود لا نكوص فيه .. ولا غدر ولا خيانة ..
إياك أن تقايض على ضميرك بشىء ..
قد تكسب مرة .. ولكنك ستخسر الف مرة .. حتى وان اصبت مالا كثيرا .. فستبق في نفسك تعيسا .. لا تصيبك متعة ، ولن تنفعك لذة .. ، أما الفضيلة فهي ربح لا يخسر أبدا .
وليس معنى ذلك ألا تخطىء
فأنت لست ملاكا .. أنت كمحام تتعرض في كل يوم وساعة لضغوط وعوامل كثيرة تؤثر في عملك وسلوكك ، والأخطاء تعرض نفسها عليك ، أن تتجنب الاخطاء جميعا ، معناه أن تتجنب العمل .. والحياة ، وهذا مستحيل ، ولكن إن كان لا مفر من الخطأ فلتكن الاخطاء الكريمة ، التي لا عمد فيها ولا اصرار، فان اخطأت عامدا فليس الا لهدف اسمى وغاية انبل ، ولا تصر على الخطأ فيصبح الخطأ خطيئة .
وليس معنى ذلك الا تكسب أو تربح .. ولكن ليكن شعارك الفضيلة أولا .. ولأضرب لك مثالا :
إذا جاءك من يوكلك في قضية تربح فيها مائة جنيه وآخر يوكلك في قضية تربح فيها الف جنيه ، وقبلتهما معا فيما لمست لهما من حق ، حينئذ صار واجبك وفضيلتك ان تنهض لهما بنفس العزم وتبذل لهما نفس الجهد وان لم يستو الأجر .
حسن المظهر
إذا اجتمعت لك يا زميلي المحامي خصال الجوهر فلابد أن تؤمن أنها لا تغني وحدها عن حسن المظهر ، من المؤكد انك سمعت عن نظرية «لبس الشغل» ، لكل عمل ما يليق به من مظهر وملبس ، إن المظهر يؤثر عند الناس في تقييم كفاءة وجودة تقييم للعمل ، لا يثقون في طبيب يرتدي معطفًا متسخًا أو غير مكوي بعناية، ولا يأكلون من يد بائع ساندوتشات يرتدي مريلة ضاع لونها من كثرة البقع، نظرة أي شخص لمهنته ستري لها تطبيقًا علي ما يرتديه أثناء العمل، والمحاماة من المهن التي لا مجال فيها للاستهتار مثلها في ذلك مثل القضاء والجيش والشرطة .
إذا دخلت المحكمة فكيف لك ان تفرق بين المحامي وغير المحامي من جمهور الناس ، لا تتهاون ابدا في مظهرك ، وليس معنى ذلك ان ترتدي اغلي الثياب ولكن عليك ان تعتني بثيابك وكم شاهدنا ثيابا غالية ثثير الضحك او الرثاء وكم شاهدنا ملابس غير غالية تحمل الاناقة والوقار والاحترام ، ولا تتخلى ابدا عن روب المحاماة وليكن لك رداءك الخاص الذي لا يشاركك فيه غيرك .
وقبل ان نختتم معك ما بدأنا
دعنا نتذكر معا أن ما ندعوك اليه ليس يسيرالمنال ، و انك غير مطالب ان تبلغ فيه بلوغ الكمال ، ولكن حسبك ان تسعى اليه ، وان توصي به نفسك وغيرك
وليحمل كل منا من التبعات ما له به طاقة ، وتذكر انك ان كنت تعاني الصعاب لتحيا حياة فاضلة ، فانك تعاني ما هو اصعب لتحيا بغير فضيلة .
فها انت المحامي الرسول .. قم واحمل رسالتك