بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

المحاماه في نظر بعض المتقاضين

المحاماة في نظر بعض المتقاضين :
بعض المتقاضين يرون ان المحامي صاحب رسالة مقدسة رسالته إحقاق الحق ودمغ الباطل ، هو حامي الضعفاء نصير المظلومين داحض كيد الماكرين ، فالمحامي حامل شعلة النور ليبدد ظلام الظلم وينير درب القاضي ليحكم بالحق .
والبعض الاخر يعتقد بان المحامي هو انسان ثرثار ، لايتكلم الا عندما يقبض ، وبقدر مايقبض يتكلم ، يدافع عن الظالم او المظلوم لايهم المهم انه يقبض ، لانه انسان جشع يحاول اطالة امد التقاضي لكي يقبض اكثر ، ومتى وجد قاضي عادل فانه لا حاجة للمحامي اصلا ، وانه اذا كان في كل خصومة محاميان محامي عن المدعي ومحامي عن المدعى عليه ، فانه لابد وان يكون احدهما غير صادق ويدافع عن الباطل ، وعليه يكون نصف المحامين يدافعون عن الباطل ، ،واذا اخذنا العكس بان المحامي الذي وقف يدافع عن الحق سوف يقبل قضية اخرى ليدافع عن الباطل وبالتالي يكون كل المحامين يدافعون عن الباطل ، لذلك مهنة المحاماة حرام في حرام ، ويجب منعها حيث انهم يلبسون الحق بالباطل ويربكون عمل القضاء .
والحقيقة وسط بين الرأيين ، وان كان سمة بعض المحامين الجشع ، فان هذا لا يؤثر على المهنة ذاتها فالرسالة شريفة والمهنة نبيلة وهي ضرورية ، ولا يضيرها من يسيئون اليها ، لان في كل مهنة بعض الاشخاص الذين يسيئون لها دون ان يؤثر ذلك على المهنة واهميتها ، وانه يجب ان يعلم الكافة بان المحامي يمثل وجهة نظر موكله ويدافع عنها ويقويها بالادلة القانونية ، وهو بذلك يمثل كفة واحدة من كفتي الميزان ، اما وزن كفتي الميزان والترجيح فهي مهمة القاضي ، وبهذا العمل تصنع العدالة .

وليعلم الكافة ايضا بان القاضي قبل ان يكون قاضيا كان وكيل نيابة ، ووكيل النيابة في القضايا الجنائية يمثل كفة واحدة من كفتي الميزان اذ انه يقوم بالتحقيق مع المتهم وجمع الادلة التي تدينه وتقديمه للمحاكمة ، ثم يتولى المحامي الكفة الاخرى للميزان حيث يفند هذه الادلة ويبطلها ، حتى ياتي دور القاضي ليرجح كفتي الميزان ويصدر حكمه بالبراءة او الادانة ، يضاف الى ذلك ان هناك كثير من القضاه يتركون القضاء ويعملون في المحاماة ، فيتركون مهمة وزن كفتي الميزان وينتقلون الى تمثيل كفة واحدة فقط ، دون ان ينقص ذلك من مهنة القضاء او المحاماة بشيء ، لذلك فان مهنة المحاماة تقوم على بذل الجهد والعناية القانونية لتقوية حجة الموكل وليس تحقيق نتيجة بكسب الحكم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق